رسالة عيد العمّال 2022: الاحتفال بالعاملين في قطاع الخدمات العامة الذين يقفون في الخطوط الأمامية بمواجهة حالة عدم الاستقرار على الصعيدين السياسي والمناخي
تحية نقابية،
يحتفل مكتب الاتحاد الدولي للخدمات العامة الإقليمي بجميع العاملين في قطاع الخدمات العامة في أفريقيا والمنطقة العربية الذين يواصلون تقديم الخدمات يوميًا على الرغم من تزايد عدم الاستقرار وانعدام اليقين.
Sani Baba Mohammed
اليوم، في عيد العمّال، مرّ عامان على تفشي الوباء حيث تكيّف جميع العاملين في قطاع الخدمات العامة الموجودون في الخطوط الأمامية بشجاعةٍ مع الأسلوب الجديد للعمل وللحياة. إن العاملين في قطاع الخدمات العامة هم العمّال الذين يعملون في الخطوط الأمامية، وبالتالي يتعين عليهم التكيف باستمرار مع التحديات والأوضاع الجديدة التي تسببها عوامل مثل انعدام الأمن السياسي بسبب الانقلابات وحركات التمرد، وانعدام الأمن الاقتصادي إذ تلجأ العديد من الحكومات لاعتماد موازنات تقشفية على الرغم من ارتفاع مستوى الفقر والبطالة، وانعدام الأمن الاجتماعي مع عدم وجود وسائل حماية لضمان المأوى أو الحصول على الرعاية.
ومع كل هذه القضايا التي تطغى على مجتمعاتنا، يحافظ العاملون في القطاع العام على قوّتهم وقدرتهم على الصمود، ويستمرون في تقديم خدماتهم للمجتمعات على الرغم من جميع التحديات الهائلة. في الواقع، يظل عمّال القطاع العام أحد الركائز الأساسية التي تجمع نسيج قارتنا معاً.
بصفتهم جهات فاعلة على الخطوط الأمامية، يقدّم العاملون في مجال الرعاية الصحية الخدمات على الرغم من ضعف أنظمة الرعاية الصحية. ويضطلع العمّال في قطاع الطاقة بمسؤولية الحفاظ على إمدادات الكهرباء لدينا، حتى في ظل ظروف العمل القاسية مع انعدام شبكات الضمان الاجتماعي. ويسعى العاملون في الحكومة المحلية والوطنية يوميًا إلى إعادة بناء إدارتنا وبنيتنا التحتية في كل مرة يتمّ تدمير المدن والبلدات بسبب النزاعات أو الكوارث المناخية. ندعو جميع الحكومات الوطنية في المنطقة إلى ضمان العمل اللائق والحماية الاجتماعية لجميع الموظفين العموميين.
نقاباتنا يقودها عمّال ملتزمون بالنضال. نحن نتضامن مع القادة النقابيين الذين يواجهون الترهيب والاضطهاد في بلدانهم. كما نتضامن مع العمّال في سوازيلاند الذين تعرضوا لإطلاق النار وسقط بينهم جرحى أثناء مطالبتهم بزيادة الأجور ووضع حدّ للتهجّم على النقابات. نحن نعلم أنه في العديد من البلدان، تعاني النقابات من حكومات قمعية ومن التهجّم عليها. ندعو الحكومات إلى احترام اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 87 بشأن الحرية النقابية وحماية حق التنظيم، والاتفاقية رقم 98 بشأن حق التنظيم والمفاوضة الجماعية.
وإذ نحيّي العاملين في الخطوط الأمامية لدورهم في مكافحة وباء كورونا، لا يسعنا إلا الإعراب عن الحزن العميق للخسائر المستمرة في أرواح العمّال جرّاء الجائحة، كما إحناء رؤوسنا تقديراً لتضحياتهم. نطالب الحكومات في جميع أنحاء منطقتنا بدعم حملة التنازل عن الحقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة (TRIPS) بما يتعلق باللقاحات والأدوية والتكنولوجيا الخاصة بوباء كورونا حتى نتمكن من تصنيعها لمكافحة هذا الوباء. وعلينا إنهاء عدم المساواة الصحية والسعي لتحقيق العدالة الصحية.
يوم العمّال هو ملك العمّال، ونحن مرة أخرى، نعيد الالتزام بنضال الطبقة العاملة المتجذر في حقوق الإنسان والمبادئ النسوية والمساواة العرقية. نحن ثابتون في التزامنا بضمان عملنا لبناء جيل جديد من القيادة النقابية. ويشجعنا في ذلك تَزايُد عدد العمّال الشباب واللجان النسائية التي أنشأتها نقاباتنا. كما تشجعنا نقاباتنا التي تعالج قضايا مثل الرقمنة وتغيُّر المناخ. ويشجعنا أيضاً الالتزام المستمر بالنقابات كمنظمات عمّالية ديمقراطية ملتزمة بالخدمات العامة العادلة والنوعية للجميع.
ساني بابا محمد الأمين العام الإقليمي